أقصر من نقاهة

عندما كنت طفلة كنت أحب فقرة ” سلمى تسأل ” التي تأتي على شاشة سبيستون قناة شباب المستقبل، وكنتُ طفلة للحد الذي يجعلني حقا أتساءل معها: لماذا لا تمطر السماء حلوى؟، ويسرح خيالي وهو يصور مشهد المطر المليء بالسكاكر والشكولاتة، وعندما تتساءل: هل تستطيع التزحلق على قوس قزح؟، أجدني أتخيّـل الشّعور وأنا في تلكَ الزّحلقةمتابعةمتابعة قراءة “أقصر من نقاهة”

صندوقٌ مفتّت

في البداية ستظن أنه يكفيك تحرير عقلك من معتقدات أورثتها لك هذه المنطومة لتحيا وتدرك الحياة، ولأن عقلك بالكاد استطاع أن يفكر في التحرر من أصله لن يعرف أن هذا ماهو إلا بداية لرحلة لن يستطيع الوصول لنهايتها قط. فبعد أن يصيبك هلع قزميّة المحيط؛ ستتسع الحياة و ستُفتح عيونك على خيارات كثيرة جداً، لكنهامتابعةمتابعة قراءة “صندوقٌ مفتّت”

حقيبة المتعبين

جميعنا يتكئ على حياته في لحظات تعبه، محاولاً استخراج بعض الطمأنة من جبال قلقه، فبالتفكّر فيها نُقنعنا بالوقت الكافي للتشافي والتعافي والارتياح من كل الأوجاع، ننسى أنها رحلة تعب، ونتناسى أننا ضعفاء، نتذكر كل الطرق التي سلكناها ونقتات على نجاحاتنا الصغيرة فيها، نرى قوتنا التي يوماً ما استطاعت أن تزيح صخوراً أعاقتنا؛ فـتتجلى رغباتنا القادرة وماهيتنا النقيّة. نجلس اليوم كتفاً لكتف -نحن المتعبين- ونفكر في إعادة ترتيب ما نحمله داخلنا في هذه الرحلة، نتأمل جيداً في كل الذين نريدهم حقا أصدقاءً، في من يشكل وجودهم كل الفرق ومن لا يزيدنا حضورهم الباهت إلا ثقلاً؛ فلا تحتاجهم الروح ولا تستحقهم لذة المشوار وإن كان فيهم ما نحبه.  حقيبة العمر ممتلأة بالرفقاء، اللحظات الفارقة، بالأخطاء، الوعي، العبث والمعنى، ومهما تمكن منا التعب وطال شعورنا بالسقوط، فنحن يقيناً نعلم أننا سننهض ونكمل دون الاكتفاء بما قطعناه من الدرب. سنعرف حينها أن مشكلة سقوطنا كانت فقط بما أسرفنا به على أنفسِنا، ولذا سنجد أن علينا الإقرار بضرورة فتح حقيبة العمر وعدةِ السفروالاعتراف أمامها وأمامنا بمن نحتاجهم فنكمل معهم ولهم وبهم، ومن لا نحتاجهم بل نتوهم أننا نفعل فنتخلص منهم ومن وهم وجودهم أو غرور جودتهم. وبالنيابة عن كل من يجد فكرة الاعتراف والتخفف صعبة وغير مفهومة، أنا هنا أفعل جزءاً منها أمامكم ولكم، تذكيراً مني يريحني ويربّت عليكم ويسقي ظمأكم… لقد أخطأنا يا أصدقاء، لقد أخطأنا حينما قلنا لمن صادفونا في طريقنا إنهم معنى الرحلة وإنهم البداية والنهاية، أخطأنا حينما عنوَنَّ الطريق باسمهم فنسينا أنها طريقنا والدرب لا يُعطى ولا يُهدى ولا يُوهب. أخطأنا حينما تظاهرنا ببعض الجهل والصغر – حُبَّ– أن يشعروا أن أحاديثهم لنا حقائق مدهشة لا بديهيات سخيفة، لأننا ظلمنا الحقيقة تمكّن الملل منا طوال الطريق. أخطأنا حينما صفقنا لأخطائهم! آه وكم كان الخطأ هنا لعنة علينا، حينما قلنا لهم إننا لا نستطيع – وكنا لا نريد – رؤية اعوجاج سيريهم وخطواتهم، ظننا أن التصفيق لأخطائهم يعني قبولهم في السيء قبل الجيد، وأن هذا ما سيجعل أرواحهم تفكر في الصلاح لنفسها، وهنا وقعنا في حفرة الاستثناء وكانت مليئة بشوك الواقع الذي أخبرنا أننا لسنا محميين من ذلك السوء الذي تعدّوا به أنفسهم وأهليهم، وأنه لا تبرير لمن يتنرجس لسانهم حتى في الحديث عن أهل رحلتهم وأصدقائها سوى أنهم غارقون في عشق تلك الأنا، ومن يفعل السوء يستمرؤه، من يستغني عن صديق مرة؛ يستغني عن آخر مراراً، ومن يظلم نفساً وينام هنيئاً ولو لبرهة؛ سيظلمك وينام قرير العين الدهر كله. وأخيراً، من لا يحب السير على الرصيف لن يحبه فقط لأنك معه! وبعد ركض كل تلك المسافة، تتملكني رغبة الاعتذار عن جلدٍ كان لابد منه، أجلس بعده على حافة الحجر، أمامي لافتةٌ تنتظرني لأكتب عليها تذكيراً ما، به ألخص ما علمته لي الأخطاء وجلدني به الحُمق، عبارة لكل من يفكر (زيارتي) في الرحلة، كل من قد يصادفني أو أصادفه، وكل شيء سيلفت انتباهي دون أن يعيق حركتي.  فـأكتب ” إذا لم تكونوا أنتم، فتمّت آخرون! ” بكل ما في هذه الجملة من واقع واكتفاء، بكل ما فيها من استغناء عن كل ما قد يخدش هذه الروح.متابعةمتابعة قراءة “حقيبة المتعبين”

تأملات إنسان حُر

في ثنايا البوذية نجد البوذيين يحذرون من الرغبة يقولون “عليك أن تتجرد من الرغبة” ويربطون النجاح في ذلك بالوصول إلى كل ما تريد، إلى السعادة أو حقيقتها، ولكن كيف يمكن أن نتجرد من الرغبة؟ ربما ببساطة هو بأن نموت -بطريقة ما! – ؟ في كثير من الأوقات نحن ننقاد إلى مواراة الأجوبة والحقائق، جواب مثلاً: ما الذي يجعل العجزَ قادراً على أن يأخذ كل هذا الحيز من حيواتنا؟ فمهما بدت غاياتنا سخيفة أو بسيطة، حالما تُدرج كرغبة تدخل المزاد العلني فيراهن على امتلاكها اثنان: الخوف والمستحيل، وتبدأ العروض في التنافس، تخرج أنت لا تدري من أين؟، رقمك ” عاجز” وقد يكتب بطرق أُخرى يستمر في مضمونها التنافس الفقير داخلك. عندما ترغب تُبرمج على إقران هذه الرغبة بعجزك عليها، وهذا العجز يحضّر لك من الأسباب المنطقية ما يحميك ويجعلك تحبه، فأنت عندما تفرُّ بحجته لن يلومك أحد على أي شيء، لأنك عاجز! لكنّي أتفق معك في أن هذا سبب تافه لتبني عليه موقف اللا تغيير. خذ أسبابا أخرى أكثر أهمية! العجز يحميك من الشعور بالمسؤولية، ثالث أسوأ شعور بعد الخذلان والغضب،يجردك من مسؤوليتك تجاه نفسك وأمامها، فتفكرُ في أيامٍ أن تسأل للانسياق نحو الجلاد طواعية: ” ليش مانكش أحس نسخة من نفسك أمس ولا حتى قبل ثلاث سنوات؟ ليش حياتك أيام متشابهة لهذي الدرجة؟” لكن أجراس الرحمة سريعاً ما تُطرق وتُطلِق سراحك بـ عبارة واحد تُقال داخلك:  “أني عاجز عالتغيير أصلا وبعدين مافيش فايدة” فتُسامح. مسؤوليتك أمام طفلك مثلاً، أو أمام شريكك الذي لا ينتظر منك شيء سوى أن تستمر في الرغبة فتفضل أن تهديه أول أسوأ شعور عرفه البشر بثلاث حروف وتبرر ذلك بأربع وتهرب وحدك من قائمة الـworst three لتجد نفسك في حلقة، حلقة آمان، لن يُطلب منك شيء فيها،ولن يُنتظر منك شيء… لأنك عاجز، أنتَ ميؤوس منه، هامشي، قريبٌ من كلمة منسي! ذكرني من تكون؟ أي شيء حقير أنت؟  نكره؟ أبسط من ذلك؟ لا تضاف ولا يضاف لك ولا تجر على شيء حتى تقبلك المعرفةمتابعةمتابعة قراءة “تأملات إنسان حُر”

هرم الأدب والحب والخوف … رسائل كافكا نقطة المركز.

    أن تكون في علاقة محكومة بالخوف والكتابة والأسرار، حيث الخيال أكثر أهمية من الحقيقة و طوابع البريد أكثر ضرورة من الأدوية. رسائل كافكا إلى ميلينا هي حزمة من الأدب والألم والحب، تحكي كيف يحمل قلب واحد وروح واحدة كلَّ هذه الرقة و القلق، كل هذا التعب والإبداع، وكل هذه التعاسة والعمق الروحي، وكيف للحبمتابعةمتابعة قراءة “هرم الأدب والحب والخوف … رسائل كافكا نقطة المركز.”

رسالة انتحار لِكائن اجتماعي

كلّما تمعنتَ في ذات الإنسان وحياته تُـدرك بشكل تلقائي حقيقة أن الكائن البشري مولود في رحِم الألم، فقد جعل القرآن خَلق الإنسان في أحشاء المعاناة ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”، أي أنه خُـلق صديقاً للمشقة وملازما لها، إلا أن عيش كل يوم بإيمان يدقُّ أجراس هذه الحقيقة شيء يحتاج من الوعي ما يحتاجه، كمامتابعةمتابعة قراءة “رسالة انتحار لِكائن اجتماعي”

جدتي أمي.

الحياة كذبة، تصدقها الأيام ويثبتها الموت…! أذكر في طفولتي المرحة كنت مع الصديقات نلعب لعبة التعارف، وعندما نصل إلى الأجداد الذين غالبا يكون عددهم مبتور عند الجميع بمقادير مختلفة، يأتي دوري متوتراً قلقاً خائفاً من كمال العدد، فـيفكر في حزن سيأتي، فقدٍ محتم وأيام ثقال مؤكد أنها ستزور في موعدها، أجيب أن الجميع حي يُرزق،متابعةمتابعة قراءة “جدتي أمي.”

بعد عام، أنا فتاة العشرين سنة.

  قبل أيام على الخط الزمني في حسابي الثرثار على تويتر، قرأت عبارة لا يمكنها إلا أن تصف سنة 2019 ، شعور مروري بها أو ربما مرورها بي، وخطر لي سؤال “أين تذهب السنوات حينما تنتهي منّا؟ ” تقول التغريدة :” هناك عام يمر، تشعر معه كما لو كان عشرين عام “، ولأن ذلك حقيقيمتابعةمتابعة قراءة “بعد عام، أنا فتاة العشرين سنة.”

جردُ نوڤمبر للأفكار📌

هذا جردٌ فِكْري ارتجالي تاريخه ٢٥/ تشرين الثاني / ٢٠١٩. أكتب تاريخه بنية حفظه ورؤية التغيير بعده، فأنا سأتغير وستتغير طُرق ترتيبي لِـفوضايْ بعد شهر أو اثنين وسينقلب مفهومها بعد سنة أو أقل، وسأتمنى حذف سردها ونسيانه بعد ثلاث سنوات أو أربع. فلماذا نُصرّ ونقول أننا لم/لن نتغير؟ عجيب! أجل عجيب أمر نفسي حين تقول:متابعةمتابعة قراءة “جردُ نوڤمبر للأفكار📌”

جهل البدايات.

لأن التجاوز أصعب من أي شعور آخر، ولأن المضي مع عدم الإلتفات هو أكثر ما قد تعجز على فعله يوماً؛ لأنه يطعن ظهرك ويحرق قلبك ويأخذ قطعة منك كتذكار أبدي، لأن حياةً تدور حول التفكير في شكل حياة آخر وهل تملؤها الخيبة والصمت أم الرحلات والضحكات العالية حياة تقود إلى الجنون، لأنك تفهم كيف لمشاعركمتابعةمتابعة قراءة “جهل البدايات.”